لا تكبت عواطفك، فقَدْرٌ من البوح هو متنفس للأحزان.


الأحد، 26 سبتمبر 2010

بين الحقائق والقناعات !!

مدخل :
في الوقت الذي يبحث كل منا أن يطور ذاته
وان ينمو نموا صحيا في سلوكه وفي تصرفاته
في الوقت الذي تكبر معه وتتزايد عنده قناعة في قناعاته!!!
وباسترجاع سريع لسيل القناعات الشخصية لدى كل منا سنجد أن
القناعة في موضوع ما كانت في الغالب سبب لوقف هذا النمو
أو على الأقل الإبطاء بسرعته من دون أن نشعر

مشهد:
كنت أتفرج ذات مساء على برنامج فضائي له علاقة وثيقة بتلفزيون الواقع
وكان من ابرز ما لفت انتباهي نقاشات جانبية عملية في موضوع ما خلال البرنامج
كانت بين مرؤوس ورؤسائه حيال موضع عملي معين
يحمل كل طرف منهما القناعة التامة بصواب رأيه في الموضوع
كانت الاجتماعات بينهم أشبه بالحرب الكلامية
استماتة في الدفاع عن رأي يحمله كل طرف
نتج عن قناعة معينة لديه
ما زاد إعجابي وعمق تأثري أن تلكم الاجتماعات الملتهبة
كانت تنتهي حدتها وسخونتها بانتهاء وقتها
ويرجع كل طرف لسير العمل اليومي دون أن يحمل في نفسه
أي خلفية سيئة عن الطرف الأخر من شأنها أن تعيق سير عمله وتؤثر على إنتاجيته
بل وكأنما شيء من تلك النقاشات لم يحدث
بل على النقيض وجدت أنها كانت محفزا ايجابيا للمختلفين
للرجوع لأعمالهم بنفسيات أفضل
نظير بوحهم بكل ما يعكر صفو عملهم
وارتياحهم لتمرير هذه المعلومات للطرف الآخر سواء كان رئيسا أم مرؤوسا
رأي :
قلت و ما أحوجنا في بيئاتنا العملية وحتى الشخصية لمثل هكذا روح
الاختلاف سمة حضارية تبرز للشخص مدى قدرته على ممارسة الديمواقراطية النزيهة التي تضمن لك تعبيرك عن رأيك
وتصون لك حقك
دون أن تمس من حقوق وكرامات الآخرين
إذا لن نستطيع النمو وجدانيا ولا عاطفيا ولا حتى شخصيا إلا إذا احترمنا ذواتنا
وعبرنا عن قناعاتنا بأدب
وتعاملنا مع قناعات غيرنا باحترام
وبحثنا في لحظات التأمل عن أيهما أصوب واتبعناه
وقبلنا أي نقد على انه عملي لا شخصي
ووجهنا أي انتقاد لغيرنا إلى قناعاتهم لا إلى شخوصهم
عندها ستكون بيئاتنا العملية وقبلها الشخصية وحتى صحتنا النفسية
على خير ما يرام
مخرج :
فإن دمغتك الحقائق فتجاهل القناعات
والحق أحق أن يتبع