لا تكبت عواطفك، فقَدْرٌ من البوح هو متنفس للأحزان.


الأحد، 14 ديسمبر 2008

غدا ألقاك !


تمهيد
بعد رحيله بأيام كنت دائما اخطي بأسمه واذكره لمن يحادثني وانعته باسم صاحبي المغترب
لقد عذرت نفسي حينذاك لاني قد تعودت أن اؤصل أي حدث في تجربتي الحياتية بمبدأ وأساس علمي
فعزوتها وقتها إلى تعود لساني على نطق اسمه نظرا لالتصاقنا الدائم مع بعضنا البعض
وقد تحققت هذه النظرية إذ أني بعد مرور شهر أو يزيد قليلا قد تلاشى هذا الخطأ اللاإرادي مني وتخلصت منه
والآن وبعد أن بدا العد التنازلي لموعد وصوله بدأت اكرر اسمه مع من يحادثني فأيقنت أن نظريتي السابقة خاطئة
فهي (أي النظرية ) إن صحت ابتداء إلا أنها لم تصح انتهاء
سألت نفسي ما الذي أعاد اسمه على لساني؟؟
هل هو الحنين !!؟؟؟
ربما!!!!
أيا كان فلن اتعب نفسي بالتفسير والتأويل بل سأستمتع بانتظار ساعة الالتقاء تلك
أهلا بك اباخالد
الرسالة
انتظارنا لمن نحب دائما وأبدا له متعة ربما تساوي متعة اللقاء وفرحة الالتقاء
سويعات وأيام تعد على أصابع اليد الواحدة
هي التي تحول بيني وبين لقاءك
بعد فراق إجباري قارب التسعة اشهر
وضعت أنت خلالها قدمك في الخطوة الأولى بمشوارك العالي ونقلت أنا قدمي إلى الثانية
فاضطررت أنت أن تختار الغرب القصي وأنا دفعت بي رياح الطموح إلى الشرق الأقصى
عجيب قدرنا لما قدر الله أن نفترق وبعد أن رحلت أنت إلى غرب الأرض لم يرفق هذا القدر بصاحبك بل

قذف به بالاتجاه المعاكس تماما
تسعة أشهر تخللها عيدين وسبقها رمضان مناسبات لم أتذوق حتى حلاوتها أو لم تكتمل خلالها فرحتها ونحن الذين اعتدنا ان نستمتع بها سوية خلال سنين مضت
كانت هذه المناسبات كالتي تسخر مني و تذكرني بأني أفتقدك
وليد
لازلت حتى اللحظة أتذكر تفاصيل الرحيل ودقائق الوداع
كانت الأيام التي سبقتها تمر مر السحاب حتى أتى يوم السفر والذي كان كئيبا بليدا مر وكأنه دهر
لازلت اذكر وداعنا في أرضية المطار وأشواقنا الصادقة التي عجزت عن كبحها او حتى البوح بها!!

حروف الجوال أو رنينه المتواصل أو حتى التواصل الالكتروني بين فينة وأخرى
لازلت أذكر عندما قرأت في عينيك التجلد المصطنع والذي حاولت أن تغطي به حرارة فراقك لوالدتك ولأهلك في ظل ظروف لا يصمد أمامها إلا الرجال أمثالك وكنت أعلم حد اليقين أن هذه الظروف هي التي ستكون حافز الإبداع لديك ومحرك النجاح عندك وهاأنت ولله الحمد تبرهن لذلك عمليا

وليد
بعيدة هي المسافات التي فصلت أجسادنا
وبليدة هي الدنيا التي حاولت أن تفعل ذلك عبثا بمشاعرنا
ولكن ألا تعلم يا عزيزي أنها كانت تجربة جمعت مع مرارتها حلاوة الشوق
مرارتها كانت و بلا شك بالبعد الجغرافي
وحلاوتها بالقرب الروحي الذي نفض غبار الأشواق وحرك مشاعر راكدة قليل من الأصحاب يتحدثون بها
ألسنا من نفرط في معزتنا لأصحابنا فنبخل حتى أن نبوح لهم ما نحمله تجاههم!!!
نخجل من البوح بمشاعرنا الصادقة
ونبادر في إرسال عتابنا الحار في حالة أي تقصير
وليد
لقد افتقدتك تماما
حتى تلكم الجموع التي تحيط بي من أصحاب واقراب لم أجد فيها بديلا لك أو مغنيا عنك
وحتى تلك الأوجه المتزاحمة من حولي لم اعد قادرا على قراءة أفكارها أو سبر أغوارها
لقد فتشت طويلا عن روحا أشاطرها التوأمة علها تقوم ببعض ما كنت تقوم به ولو مؤقتا لحين عودتك ففشلت
ولكن أتعلم ما أجمل الانتظار
أفكر دائما في أحداث وأحداث حدثت لي ولك خلال هذه الفترة لم يكن من المناسب أن تبلغني بها أو احكيها لك الكترونيا أو حتى عبر الأثير أاكتشفناها مصادفة وهو ما لم نعتد عليه وحينها فقط نتذكر أن البعد الجسدي مازال قائم .
لقد احتجت لك كثيرا واعلم يقينا انك احتجتني
لقد كانت خطواتي بعد رحيلك إما متعثرة أو متهورة وبكليهما فشلت فآثرت التوقف مؤقتا لحين لقياك
لاني لم اعتد أن أقدم على تصرف أو أنت تقدم على آخر إلا وقد أشبعناه نقاشا وخلافا !!!
وليد
لم نعتد أن نبتعد عن بعضنا البعض كل هذه المدة والفترة وربما هي الأولى في عمر صداقتنا التي تلامس العقدين من الزمن ومع ذلك دعك منها الآن واتركني وإياك نعشم النفس بلقاء قريب ونجاح متوقع لنعود لأرضنا وأحبابنا وقد تغير كل شي لديهم ولديها ماعدا علاقتنا التي بدأت أراهن عليها أنه باقية ما تطارد الزفير والشهيق بصدر أطولنا عمرا
لك تحية وسلام وشوق وانتظارولنا بإذن الله لقاء قريب

السبت، 1 نوفمبر 2008

عندما تسخر الدار من روادها !

كانت عادة اسبوعية .. وروتين متكرر ... تلك الزيارات المتواصلة

والوصال المستمر ... بيني وبين قريتي العتيقة

كنت طفل يفرح فقط باجازاته الاسبوعية ويفرح اكثر لمغادرته منزله

لاتهمني الوجهة قدر مايمهني السفر ومغادرة كل مايذكرني باسبوع دراسي لم يبق من ذكرياته

سوى الفسحة اليومية وبقايا الخبز التي تتناثر بفناء المدرسة بعدها هنا وهناك

كان هذا المشوار شبه الاسبوعي اغلى امانيي كطفل

كانت الرحلة من بداية التخطيط لها وحتى العودة لمنزلي

خليط فرح طفولي ومشاعر جميلة بريئة .. وشب معي هذا الحب حتى اصبحت شابا وانفردت بالمقعد الامامي ومازالت تلكم المشاعر الجميلة تحيطني من كل اتجاه وذلكم المشوار بالنسبة لي حلم جميل لا يوقظني منه سوى العودة عصر الجمعة الى منزلي استعدادا لأسبوع دراسي جديد

بعدت ان كبرت نسبيا كانت اجمل الايام بالنسبة لي هي الزيارات المتقطعة لتلك القرية او الزيارات التي يقوم بها عمي او تنزل خلالها جدتي الي بيتنا

كانت المشاعر المضطربة داخلي في صراع عميق هل الحب للقرية !!؟؟
أم لسكان القرية!!؟؟
أم هو فقط لعمي وجدتي!!؟؟

وطوال عقد ونصف من الزمن لم استطع ان اتوصل لاجابة هذا السؤال!!

وفي الاسبوع الماضي كانت ثمة مناسبات سعيدة توالت علي بفضل الله ومنته كنت مثار فرحتي وغبطتي

وكان من بين تلكم الاحداث وابرزها أن رزقت بــ (غلا ) التي بعد خروجها من المستشفى فضلت ان تهرب بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخب الحياة وجدول والدها المزدحم فما وجدت غير خيار والدها العتيق وقريته الهادئة النائمة بسكينة على بعد ساعة من منزلها فاضططرت لزياراتها والتواصل معها بين الفينة والأخرى وبينما انا في مشواري المعتاد لزيارتها وتكحيلي عيني برؤيتها وانا أمر مع الطريق الذي طالما عشقته وحفظت تفاصيله كان سؤال مرير في داخلي وصرخة مكبوتة في أعماقي تسأل بذهول !!؟؟

أين ذلكم الشوق وذلك الرصيد الهائل من الفرح في حالة سلوكي الطريق الموصل هناك!!؟؟

وانا بخضم هذه التساؤلات لم أفق الا وقد وصلت مقصدي
ووقفت على الباب قليلا ألم يكن هذا الباب الذي يثير الفرح ويخلق النشوة!!؟؟

ألم تكن هذه الشوارع التي جلتها بعرضها وطولها يوما ما هي نفسها الشوارع الان ان لم تكن افضل!!؟؟
ألم أكن حينها طفلا لا أملك من أمري الاالأمتثال والأستمتاع حسب الجدول المتاح لا المعد سلفا من قبلي!!؟؟
ألست الان بسيارتي الخاصة ؟؟ وأملك حرية التصرف بوقتي وجدولي !!؟؟
أليست هذه الطرق نفسها!!؟؟ أليست هذه القرية هي التي عشقتها!!؟؟
أليست كل ظروفي وأحوالي بفضل الله تحولت للأحسن والأفضل!!؟؟
أليست ثمة أحداث سعيدة في الماضي القريب تثير الفرح وتجلب السعادة!!؟؟؟

اذا أين تلكم السعادة وأين ذلكم الفرح فالمكان هو هو
والأسماء نفسها
حتى لون البيت الذي أعشق لم يتغير!!1

اذا مالذي تغير !!!!؟؟؟؟؟؟

وأنا في خضم تلكم التساؤلات وفي معمة من التفكير وقعت عيني على ركن قصي بطرف هذا البيت

كان بالنسبة لي يوازي هذه القرية بأهلها كان ركن يضم بين جنباته (قلب جدتي) الذي أعتاد النبض بالحب

وصدرها الذي أعتاد الاحتضان وامتصاص الاحزان سرت بي الذكرى لأحداث واحداث
كانت ذاكرتي تحوم ودمعاتي تسابقها

شحت بنظري بعيدا تفاديا لعدم الغروق في لجة من الحزن ربما ليس هذا وقتها

واذا النظر بلا سابق انذار يقع على غرفة أخرى لم أكن أتصور منظرها

بلا (عمي) فقد كنت خلال كل زيارة اراه يخرج مستقبلا لوالدي ولنا ووجهه يتهلل فرحا ويشع سرورا

بين ذلكم الركن وتلكم الغرفة (المجلس) كانت تلكم المباني تحادثني بسخرية وتحاورني بتهكم

مالذي أتى بك!!؟؟
وعن ماذا تبحث وقد وادعت وواريت بالثرى من كانوا الأنس لنا ولك؟؟
عندها عرفت القيمة المعنوية لتلكم الدعوة التي يرددها والدي حال وصولنا هناك والتي لازال صداها يتردد في ذهني
(اللهم أطل عمر نور هذا البيت ومن نأتي من أجلهم )
الان القرية كماهي
وعمي وجدتي رحلوا بالتوالي
ولم يبق الا عبقهم الجميل وذكراهم الزكية
اللهم اجمعنا بهم في مستقر رحمتك
ومضة

وماقيمة الأرض ألا في أحبتنا ...... فإن فارقوها فماذا ينفع الحجر

السبت، 18 أكتوبر 2008

ونحن لنا الله !!

لك الله يالقدر
عندما تفجعنا باحبابنا
لك الله يالصبر
عندما تمتحن ضعفنا
لك الله يالقلب
عندما تتوالى عليك الطعنات
ونحن لنا فقط
الذكرى
ونحن لنا فقط
الشوق
ونحن لنا فقط
الالم
لنا بقايا ذكريات تتناثر هنا وهناك
نحاول ان نقهر الظروف فيهزمنا الموت
نحب أناس ونؤثرهم حتى على انفسنا
ومن فرط حبنا لهم نسرع في مواراتهم الثرى!!
ونتسابق على حثو الرمل على بقايا رفاتهم!!
نجزع عندما يقع على اجسادهم القذاءة
ثم بعد ذاك
ندفنهم بعمق متر ونصف تحت الثرى
نوسدهم اللبن
وندثرهم بالتراب
ونحثو عليهم الرمل
وننصرف غير عابئين
اللهم لااعتراض
ورحلت أم الأيتام
فخرجت من المستشفى ويخيل لي أن العالم لم يعد يستوعب
حتى شهيقي وزفيري وتتابع انفاسي
أحسست بالناس حولي دماء يتحركون عبثا بلاهدف
ورحلت أم الايتام
كانت خليط صفات حسنة يزينها العطف اللامحدود على اليتيم وصاحب الحاجة
كانت مزيج مشاعرعطف , وأحاسيس حنان, لم نعرف أن له مثيل يخترقك مهما كنت كبيرا ليحسسك أنك لازلت بحاجته الا لما نتسابق على تقبيل اقدامها
كنت أسمع أن هناك ثمة صابرين وصابرات
فلم أفهم معنى الصبر جليا
حتى رأيتها والنوازل
كانت بركتها تشع من غرفتها
وعبقها قد زين اركان بيتها
كانت نور ورحمة
نقتبس منها مشاعل لطرقنا
كانت خليط حب والتزام
ومزيج عطف وحنان
كانت أمانا
نتسابق اليه اذا حل بنا مايقلقنا
وبركة
نلوذ بها اذا خفنا مايكدرنا
واليوم فقط
رحلت
فأين المفر!!؟؟
واين الملاذ!؟؟
قالوا لنا
لقد ختم لها بخير
وشهد لها بالخير
فلما الحزن!!؟
قلت من لم يرتمي يوما بحضنها فلايقنعني أن أكف عن البكاء عليها
ألم يقولوا (يظل الرجل طفلا حتى تموت أمه فإذا ماتت شاخ فجأة)
آه... ماأكثر من زفيتيهم هذه الليلة الى مرحلة الشيخوخة المبكرة
نامي بأمان الله
هاجري الى رحمة الله
ونحن
لنا
الله

الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

الخروج عن النص !

الفكر شارد تماما!
القلم في إجازة شبه إجبارية!
القلب قد انقسم على نفسه!
العقل قد شل تفكيره!
المشاعر في اضطراب مستمر!
الوقت يسبق الوقت!
لا وقت للتأمل! ولا مثله للكتابة !ولا آخر حتى لالتقاط الأنفاس!
باتت الحياة مسرحية متواصلة الفصول ومتعددة الأحداث قد تابعها الحضور بإنصات وتدبر حتى طالت فملوا وسمجت!
ومثل البطل دوره باحترافية حتى انهك وأجهد!
وفي نهايتها لم يكن فيها مايستحق الاشادة سوى مقاطع الخروج عن النص !
من المتورط بسلب بهجة حياتنا؟!
ومن هو المسئول عن اغتيال روعة لحظاتنا؟!
من الذي اختزل سعادتنا في خروجنا عن النص؟!
بل من قتل الفرح في دواخلنا؟!
حتى أصبح روتين حياتنا أشبه بالمسلسل المكسيكي ذي الحلقات المتعددة والمطولة الذي غالبا هو بلا لون ولا طعم ولا رائحة عدا بعض الحسناوات هنا وهناك الشبيهة بلحظات الفرح المصطنع في تفاصيل يومنا
قالوا لنا عندما كنا أطفالا غدا تكبرون وتحسون طعم الحياة وتستمتعون ببهجة الأيام
وعندما كبرنا قالوا وهل هناك أجمل من أيام الطفولة وأروع من لحظاتها؟!!
وبين هذه المرحلة وتلك
لحظات بحث وأوقات تقصي كلها لم تفلح
حتى مايصطلح عليه عرفا أنه يستحق الفرح كان أقصى مايستطيع الواحد منا وهو في خضمه أن يصطنع ابتسامة سامجة صفراء ربما لم يحسها هو ناهيك عن ان ينقل بها احساسا للاخر!!
تتدلى أغصان الفرح حتى تصبح (دانية) فإذا حاولت قطفها هربت بعيدا
تتمازج المشاعر حتى تكون للفرح اقرب فإذا أوشكت على العيش في ظلالها والاستمتاع بلحظاتها ولت هاربة ساخرة
حتى الفرح الذي يبحثون عنه اختلفوا في تعريفه!
واللحظات الشفافة التي تمثلها لم يستطع من عاشها ان يصفها!
الى ان يتفقوا على تعريفه ويستطيعوا وصف لحظاته وينجحوا في اقناعنا بها
الى ذلك الحين اخرجوا عن النص لعلنا ان نلتمس ولو عبثا طريقا لها



الخميس، 18 سبتمبر 2008

الوجه الآخر للحزن!!

الإهداء
إلى برج الدلو و منتسبيه !!!!!
يا هذا مال كتاباتك خليط أحزان مدثرة بمشاعر الألم؟
أتهوى الحزن أم تنتقم منه؟
سألني ذات مساء!
فقلت له
الحزن يا صاح هو رئة الحياة
ومتنفس العاشقين
وحقيقة المشاعر
الحزن هو ذلك النغم الذي تشنف الآذان لسماعه
وتطرب القلوب للحديث عنه
ألم لذيذ ومشاعر صادقة
لا تستطيع أن تحسها إلا إذا حزنت
في لحظات الحزن لا تستطيع الكذب
في لحظات الحزن لن تجيد التمثيل
في لحظات الحزن لن تمتهن المجاملة
الحزن لحظات شفافة تعصر القلب فتسكب مشاعره الحقيقية
وتدفع القلم فيكتب دون تحفظ
وتغري الأعين لتسكب ماءها بلا خجل
لو لم نحزن لم نفرح
أليست الحياة سوا خليط حزن وفرح؟؟
إذا لا تكن أنانيا وتتمنى الفرح دون الحزن
أروع كلمات النثر تلك التي خطتها الأيدي المكلومة
خلال ممارستها للحزن
وأصدق القصايد تلك التي شدا بها المحزونون
حتى ذلكم المغرم وتلك العاشقة لم يعرفوا قيمة الحب
إلا بعد افتراقهم وممارستهم للحزن
الحزن جزء في حياتنا إن عرفنا نتعامل معه
ستتفجر إبداعاتنا
وسننفس عن كآبتنا
وسنكتب أصدق عباراتنا
تلك العبارات التي تخلو تماما من الدبلوماسية والبعيدة عن الإسفاف
أليس بسبب الحزن تكرس اسم الخنساء؟
ألم يخلد قيسا اسم ليلى لما حزن؟
ولما حزن الزير ألم ينتقم لأخيه كليب؟
إذا هو وقود الحياة وحافز الإبداع وصانع الانجازات
وهو الوجه الجميل الذي لم تعفره أوحال المشاعر الزائفة
يقول نزار قباني
أدخلني حبُّكِ سيِّدتي
مُدُنَ الأحزان
وأنا من قبلكِ لم أدخل
مُدُنَ الأحزان..
لم أعرِف أبداً أن الدمعَ هو الإنسان
أن الإنسانَ بلا حزنٍ..
ذكرى إنسان

الأحد، 14 سبتمبر 2008

فخر بفشل!!

الإهداء :
لمن حال الضباب بيني وبينه!!!!
لماذا يا صاحبي تتفنن في العزف على أوتاري الحزينة!!؟؟
هل تتعمد استفزازي أم تحب تقرا أفكاري بعد أن تستفزها!!؟؟
اعلم تماما نقص مدونتي لعدم احتوائها موضوعا تعمدت تجاهله!
الم تعرف بعد شعور العجز عندما يعتريك إذا عزمت على حتى التفكير في موضوع ما!!؟؟
الم تتبعثر كلمات في حلقك وأنت تنوي نطقها!!؟؟
الم يجف قلمك أحيانا وأنت للتو اقتنيته!!؟؟
الم ترتجف يدك يوما لمجرد عزمك الكتابة عن موضوع أو أخر!!؟؟
هو هذا شعوري تماما
حتى وضعت القلم جانبا وأعلنت فشلي!
إن الفشل في بعض الأوقات قمة النجاح!
فان الجم قلمك يوما فاعرف أن هناك ثمة شيء يستحق التقدير!
وان تلعثمت كلماتك فاعرف إن ملعثمها قد بات ظاهرة فريدة في حياتك!
إذا انا نجحت بفشلي
واملك الشجاعة الكافية لأقول لقد فشلت!!!
هذي هي الحكاية ياصاح فهل ارتحت !! ؟؟

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

اليك ياصديقي

اليوم الأول:
رسالة جوال كصاحباتها التي تكون من ذوات الحروف القليلة والمعاني العظيمة التي تقضي وداعا ابدي لا لقاء بعده إلا بالدار الآخرة
كانت الرسالة تقول (الصلاة هذا اليوم على عبد الله بعد صلاة العشاء في الجامع)
أفكارا كثيرة عصفت بي و أنا اقرأ هذه الرسالة ............
كان الله في عون من ودع قسرا أحبابه
كيف إذا كان احد المودعين احد الوالدين ....
لاشك نه الم من نوع آخر
وإحساس مختلف تجلله الكآبة وتمطر عليه سحائب الحزن
في نفس اليوم:
تمالكت نفسي استجمعت قواي اتصلت على ابنه (سليمان) وقد عرفته صبورا يزينه دائما الرضا بالقضاء والقدر
كان على الطرف الآخر بقايا إنسان كان يرد علي وهو في موجة بكاء مستمر
حاول تمالك نفسه فلم يستطع
حتى قسرا سحبني معه لنفس مشاعره
أنهيت المكالمة بعد ما أكملت عزائي له
وبعد المكالمة دخلت في موجة تفكير محزن
أنهيتها بقولي (كان الله في عون من وادع أحبابه)
بعد أسبوع تقريبا:
دخلت الماسنجر لأشيك على بريدي الالكتروني
مباشرة يباغتني صاحبي (سليمان)
بقوله : محمد لقد تيتمت احتاج من يمسح على راسي!
كان وكأنه يقصد استفزاز مشاعري التي غالبا أتجاهلها عنوة في موقف كهذا!
ولكن بعد كلمته لم استطع
أن أتجاهل مشاعري
خاصة وان رأسه قد غزاه الشيب
فليس صغيرا ليخاف على مستقبله بلا أب
ولا فقيرا ليخاف على رزقه بلا كافل
ولا تائها يحتاج أبا مرشدا
ولكنه باختصار ابن يريد حضنا دافئ يرتمي بها ذا عصفت به الهموم وأثقلته المتاعب
يحتاج أمانا إذا حاصره الخوف
يحتاج ثقة إذا اعترى دربه المشاكل
يحتاج بركة إذا انهمك في مشاغل دنياه
أخي الفاضل / سليمان
عمر اليتم لم يكن عيبا أو عارا أو شيء يسيء للشخص
قد تيتم قبلك صفوة الخلق عليه الصلاة والسلام
فأهدى للعالم رسالة نقلتنا من الظلم والجهل إلى العدل والنور
أتفهم تماما مشاعرك
ولكن ارعني سمعك قليلا
عزيزي
إن كانت العلاقة الجسدية والتواصل الحسي مع والدك –رحمه الله- قد انتهت فإنها وبلا شك ابتدأت مرحلة جديدة
تستطيع أن تحسن له فيها وتثبت له ولنفسك انك لازلت الابن البار والولد الصالح
إن والدك –رحمه الله- الآن يحتاجك أكثر من ذي قبل
يحتاج دعوة صالحة
يحتاج صدقة جارية
يحتاج لسان داعيا
يحتاج شي يؤنسه في قبره
واحمد ربك عز وجل أن أمهل بعمرك لتحسن له بعد وفاته كما فعلت معه إبان حياته
اعلم يا عزيزي انك تعلم كل ذلك وتعيه
وأتفهم تماما مشاعرك
ولكن فقط أذكرك
واختم رسالتي لك بهذه الدعوة
اللهم يا حي يا قيوم ارحم عبدك عبد الله وضيفه رحمتك واسكنه فسيح جناتك واغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم جازاه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا
اللهم اجمعه بأولاده وأحبابه في جناتك جنات النعيم
اللهم اربط على قلوب أحبابه وشد من صبرهم واعنهم على بره بعد وفاته
اللهم آمين
ولك أخي الحبيب سليمان تحياتي وصادق عزائي

الجمعة، 5 سبتمبر 2008

من وحي الغربه

عندما تجبر على السفر
وتضطر للمغادرة
ويكون البعد خيار لامناص عنه
عندها تتأمل مشوارك القادم
وتفكر في طريقك المستقبلي
كيف سيكون وضعك؟
وكيف ستمضي أيامك؟
وكيف ستمر ساعاتك؟
عندها فقط تقرر أن تتكيف مع واقعك مهما كانت مرارته وان تتقبل مالا كنت تتقبله
كان كل هذا وغيره هو ما يدور في ذهن صاحبنا عندما شد أمتعته ونوى الرحيل.
في مطار دولي يبعد عن بلده ثلاث ساعات وقليلا التقى ثلة كان قد خطط معهم سابقا للرحيل سويا فهم زملاء تعرف عليهم إبان دراسته الماجستير كان لا يعرف عنهم إلا القليل والقليل جدا
ولذلك كان يتوجس نوعا ما ولكنه يعيد الكرة ويتذكر تأملاته السابقة فيقول وماذا بعد؟
أقلعت الطائرة وهي تحملهم جميعا صاحبنا وأصدقائه الجدد العتاقى إلى حيث وجهتهم العلمية القادمة في خضم مشوارهم للبحث عن حرف يسبق أسمائهم ويزين مناصبهم
أقلعت وهبطت ومضى على وصولها قرابة الثلاثة اشهر الآن فلم يبقى في ذاكرة صاحبنا سوى قليلا من الذكريات الرائعة عن زملاء الرحلة تلك وأصدقاء المشوار هنا .
الغربة مرة ولكنها بالأخوة الطيبة والعلاقات الرائعة والنوايا الطيبة والاجتماع على قلب واحد تجعل من سنينها شهورا ومن شهورها أياما ومن ساعاتها دقائق تمر بسلاسة ويسر وهنا الفرق
أصدقائي,, زملاء رحلتي لكم,, كل الشكر على كل ما فعلتموه وكل ما بذلتموه لقد أحسسنا جميعا باجتماعنا أن ثمة شي في العالم وفي الخليقة لا يندثر ولا يتأثر ألا وهو _الأخوة الصادقة_ ولقد قيل سابقا رب اخ لك لم تلده أمك فشكرا للغربة فيها اكتشفت لي أخوانا لم يشاركوني بطن أمي ولكنهم شاركوني الفرح وقاسموني الحزن وأثبتوا لي صحة المقولة السابقة
لكم من أخوكم كل الحب وكل الشكر وأدام الله المحبة

الخميس، 4 سبتمبر 2008

مشوار!


ليس أصعب على الانسان من الوداع ... فبالوداع فقط لا يمكنك ان تصطنع المشاعر ... ولا يمكن ان تتجاهل الشعور ...في تلك اللحظات ربما بكيت كالطفل الرضيع وربما تنهدت كالمكلوم وربما ضحكت ملء شدقيك!!!! ولكن تأكد أن تلكم اللحظات التي تمر بها هي انعكاس داخلي ومباشر لتفاعلاتك الداخلية تتدفق على ملامحك وتسيطر على تصرفاتك لا تستطيع ان تعكس سواها ...
خرج من بيته محملا بالأمل,
مطعونا بالفراق,
مجبرا على المغادرة,
حلمه الأكبر يترأى أمامه كسراب يبدو قريبا ويختفي,,
وعشقه الأعظم قد خلفه وراء ظهره ان التفت له ضاع حلمه,
وان لم يلتفت جف حنينه ,صراعاته الداخلية لاتكاد تنقطع تؤمله تارة ,وتنهره تارة ,تعشمه تارات, وتظهره ضعيفا لحظات..وادع الوطن .. وادع الأهل .. وادع العشق..
الوطن : واجب ديني ووطني وعرفي متعارف على حبه
الأهل: حب غريزي ولد معه ولازال
العشق: جنون اختاره بنفسه
والأمل مجازفة أقدم عليها ليضمها لمجازفات أخرى أفلح فيها اذا وادع ثلاثة أحبه من أجل مجازفة فهل ياترى في كل مرة ستنجح المجازفة؟نزل من طائرة وصعد أخرى, أستقل قطارا أعقبه بسيارة , حتى أستقر به المقام في أقصى الشرق .. مجازفته هذه المرة في الغربة ... هل ياترى يفلح هذه المرة أتمنى ذلك

مؤلم واكثر الم!!

عندما تتراكم الغيوم .... وتتهاطل الأمطار ..وتحيطك القمم الخضراء .. ويداعب بشرتك النسيم العليل... تجدك مجبرا على البوح ... الشاعر ستجود حتما قريحته ... والقارئ سيجد شعورا شبه مرغم على القراءة والتأمل ... أما أنا فلم أجد ملاذا للتنفيس سوى امتطاء صهوة القلم ترددت كثيرا عن ماذا اعبر وفي أي موضوع اكتب ... تناولت جهازي المحمول فإذا ثمة أقوال رائعة حفظتها في وقت سابق على جهازي لم تثير اهتمامي وتلفت نظري كما فعلت معي هذه اللحظات لذا أحببت أن أوردها لكم مع قليلا من التعليق من وجهة نظر خاصة تعنيني بالتحديد ... أحببت أن أسوق لكم تلكم الأقوال مع تعليقي عليها
وهنا أوردها لكم أحبتي مع تعليقي على كل واحدة منها
يقولون : من المؤلم أن تخسر أشياء لم يكن في الحسبان أن تخسرهاوأقول الأكثر ألما : أن تكون أنت المتسبب في خسرانك إياها
يقولون :من المؤلم أن تفتح عينيك على واقع لا تريده وأقول والأكثر ألما أن : أن لا تستطيع فتح عينيك البته
يقولون : مؤلم أن تحصي عدد انتكاساتك فتعجز عن حصرهاوأقول الأكثر ألما : أن لا تجد شيء يكافئها من الانجازات
يقولون : من المؤلم أن تتمنى عودة زمان جميل انتهى وأقول الأكثر ألما : أن لا تكون أساسا تملك زمانا جميلا لتتذكره
يقولون : من المؤلم أن تذكر عزيزا رحل بلا عودةوأقول الأكثر ألما : أن تكون قد أخطأت في حقه أو قصرت معه قبل رحيله
يقولون : من المؤلم أن تتنازل عن أشياء جميلة تتمناها باسم الحب والاكثر الما : ان لا تملك اشياء جميلة لتتنازل عنها ا وان لاتجد الحب الذي يستحق التنازل
يقولون : ان تظطر يوما ان تقوم بدور لايناسبك والاكثر الما : ان تلعب دائما دور الكومبارس
يقولون : ان تصافح يدا بحرارة وانت تعرف مدى تلوثهاوالاكثر ألما أن تجبر على تقبيلها
يقولون : ان تغمض عينيك على حلم جميل وتستيقظ على وهم مؤلم الاكثر ألما أن تستيقظ على الوهم دون أن تحلم الحلم الجميل
يقولون : ان تضحك بصوت مرتفع حتى تخفي بكائك الداخلي الاكثر ألما ان لاتجد مايستحق الضحك لتضحك
يقولون : ان تمد يدك لانتشال احدهم فيسحبك ليغرقك معه والاكثر الما : ان يخرج هوتغرق وحدك
يقولون : أن تلتقي شخصا مغيب عن ذاكرتك تماما فتتذكر أنه يوما ما قد شاطرك نفسك التي بين جنبيك والاكثر الما : ان لاتستطيع تذكره يقولون : ان تعز أحد ما كثيرا وتشغلكما الدنيا عن بعض حتى تكتشف نبأ رحيله صدفة لاتعليق
يقولون : ان تصافحهم باسئلتك فيصفعوك بأجوبتهمالاكثر ألما : ان يبادروك بالصفع حتى وان لم تسألهم
يقولون : ان تفني نصف عمرك بزرع الورد في طريقهم والنصف الاخر في تجنب الاشواك التي وضعوها لك في طريقك لا تعليق يقولون : ان تبكي سرا لان احدهم اقنعك ان البكاء قدح وضعف في شخصية الرجل والاكثر الما : ان تتمنى البكاء فلاتجده

نايف


الإهداء
لمن أمضينا سويا ربع قرن من الزمن بحلوها ومرها ...
بأحزانها وأفراحها.. حتى ماتسمى عرفا ليلة العمر إقتسمناها سويا ...
ثم بثلاثة أحرف أنتهى كل شيء
مـــــــــــــــاتـــــــــــــــــ
عزيزي الحبيب أعلم أنك لا تسمعني ولايصلك صدى صوتي ولكن خلجات
رحلت لتقول أن من شيم الطهر الرحيل بلا ضجيج ....فجعتنا بك لتقول أن للحزن بقية...أسعدتنا ثم رحلت لنعرف مدى قيمتك.... أحسنت الينا بلا مقابل ورحلت لتقول لنا لن تجدوا مثلي... شاركتنا افراحنا وأحزاننا ثم ذهبت لنستوعب تماما الفرق بين التصنع والطبيعة...ثم توقفت عن الركض قسرا وتوقف قلبك النابض حبا ووفاء اجبارا ...تركتنا ومضيت............... ...........................
يقولون عن الجبل العالي شامخ
وأقول بل
نايف
الى جنة الخلد ياغالي
# مرثية نشرت لي بجريدة الجزيرة

الأحد 27 ,محرم 1427

تمر الأيام تباعاً وتتعاقب الشهور تتلوها السنون، ومع كل يوم يمر تنطوي صفحة من أعمارنا بلا رجعة ونستمر نحن بالمسير قدماً فيها ما بين لاهث وراكض وماشٍ، نحاول مسابقة الزمن ونجتهد في استغلال دقائقها ومجاراة رتمها السريع، كل هذا الإيقاع المتسارع والركض الدائم لا نصحو منه ولا ننقطع عنه إلا بعدما يحدث شيء ما أو حدث جلل يصفعنا ليوقظنا من غفلتنا وليقعدنا من سباتنا، حدث يزلزل كياننا ويقذف اللوعة والأسى في قلوبنا فيجعلنا نقف مع أنفسنا ونراجع حساباتنا.
تحت هذا الزخم المتسارع وفي ظل هذه الإرهاصات المتتالية وفي خضم مسابقتنا للزمن نزهد بمن نحب ونقصر بما هو مطلوب ونتجاهل واجبتنا وننشغل أو نتشاغل عن أحبتنا.
قساة نحن فلا نعرف قيمة مَنْ نحب ولا نذكر ونتوقف عند مناقب مَنْ يستحق إلا بعد أن تحدث الفاجعة أو تحصل الكارثة أو يحل الفراق الأبدي فنعض أصابع الندم على تقصيرنا.
في ظل كل ما سبق هناك أناس في هذه الدنيا خُلِقوا لمواساة الآخرين، وامتصاص الأزمات من أحبتهم، والوفاء الدائم لأقربائهم، فهذا ديدنهم الدائم وهمهم الأكبر فهم يتسربون للأفئدة كالماء البارد فيزرعون ابتسامة ويواسون مصاباً متحملين في هذه كله ضرائب هذا الحب الذي لا حدود له والعطاء المتدفق والسخاء الجبلي الذي خلق معهم، يدفعون صحتهم ويضحون بوقتهم ثمناً لإدخال السرور على غيرهم فيثقلون على أنفسهم ليرتاح غيرهم ويجهدون أجسادهم ليجملوا حياة غيرهم وهم قليل ولكنهم موجودون.
خرجت على أرض هذه الدنيا وأول من عرفت هو، كان أخاً رفيقاً وصديقاً عزيزاً، عشت معه لحظات السراء والضراء تقاسمت معه دقائق الفرح والترح، عرفت في نبل أخلاقه وصفاء سريرته ما لم أعرفه في أحد حتى الآن، ولد يتيماً وعاش وحيداً وتوفي وحيداً ومع هذا وذاك كان حاضر الابتسامة صافي السريرة نقي القلب. لم يسيء لأحد ولم يقصر بحق قريب ولم يقطع رحماً، بل كان وافياً معطاءً يحب من حوله ويخلص لمن يعرفه، يزرع التفاؤل أمامك ويجعل منك مبتسماً في أحلك الظروف ومطمئناً في أصعب المواقف.
ذاك هو أخي وحبيب ورفيق دربي المرحوم بإذن الله تعالى نايف بن محمد الفريدي الذي توفي في حادث مروري. لم أكن أتخيل بعد كل لحظة من لحظات الصفاء التي عشناها سوياً أنني سأكون أحد مغسليه في يوم من الأيام..
عذراً حبيبي فوالله لو استمديت حبري من عروق دمي ولو فردت مهجتي صفحات لأكتب لك ولأرثيك ولأذكر مناقبك لما قمت بحقك ولا أوفيتك معروفك ولكنها خواطر تزاحمت في صدري المتحشرج ألماً وحسرةً على فراقك فأحببت أن أنثرها لك على الورق لعلها تنفس من لوعتي بمصابك الجلل.
حبيبي نايف أَكتبُ لك هذه الكلمات وأَجتهدُ بالعبارات كما هي عادتنا دائماً في التواصل الرسائلي بيني وبينك ولكن هيهات هيهات أن تقرأ ما أكتبه لك أو ترد عليه كما كنت سابقاً - رحمك الله - ولكني سأواصل الكتابة والدعاء لك والترحم عليك مهما طال بي العمر وامتد بي الزمن، فأنت تاريخ لا يُنسى وقامة لا يمحيها حتى الموت ولئن وارينا جثمانك الطاهر الثرى فستبقى على الأقل في مهجتي وخاطري في كل موقف وفاء ولحظة صفاء فأنت أخي وأنت شقيقي وأنت روحي وكفى!!
أخي نايف.. كان آخر لقاء بيننا بالعيد الماضي وكان آخر اتصال بيننا قبل وفاتك بيوم واحد.. آه ليتني كنت أعلم ماذا تخبئ لك الأقدار لما فارقتك دقيقة واحدة ولما غفلت عنك لحظة من اللحظات.
أذكر تفاصيل اتصالنا الأخير فتكاد نياط الفؤاد تتقطع.. أذكر تماماً عندما سألتك قائلاً متى سوف تأتي!؟ وكنت قد غادرتنا بالأمس ولكن ربما كان إحساس داخلي يحس بالشوق إليك والحنين لك هو ما دفعني لذلك فأكدت لي أنك ستكون عندي بعد يومين وفعلاً وفيت رحمك الله فبعد يومين أتيتنا وكنت أنا من استقبلك!!
ولكن آآآه يا حبيبي لقد أتيت جسداً بلا روح، محمولاً لا ماشياً... ذهبت لاستقبالك عند المسجد لأتأكد من الحقيقة المفجعة فماذا رأيت!!!؟؟ رأيتك جثة هامدة لا حراك فيها.
أمن المعقول أن يكون هذا الوجه الوضيء الذي تعلوه قطرات دم زكية هو نفسه وجه حبيبي وأخي نايف!!!! أين الابتسامة الدائمة!؟ أين النكتة الحاضرة!؟ أين العاطفة الجياشة!؟ أين المشاعر الدافئة التي أحتمي بها كلما هبت رياح التوحش وصقيع الأزمات وأين وأين وأين!!!؟؟؟ أسئلة حائرة بلا إجابات.
وتساؤلات كثيرة تتزاحم بذهني وتتلعثم تباعاً في لساني وأنا أزيل الغطاء عن وجهك الطاهر لأكحل عيني بنظرة أخيرة أتمنى تكرارها في الجنة إن شاء الله فلا أجد لها جواباً غير صمت مطبق يخيم على أجواء هذا اللقاء الأخير والوداع المر..
حبيبي نايف لم أستغرب استمرار النزف الدموي من الجرح الذي في جسدك الطاهر بعد الغسيل لأني كنت أعلم أن قلبك الكبير الذي وسع القريب والبعيد واحتضن الصغير والكبير ليس من السهولة بمكان أن يتوقف عن النبض معنوياً على الأقل حتى وإن توقف جسدياً أو مادياً.
نعم حبيبي لن يقبل قلبك التوقف.. لأن القلوب الكبيرة، تختار أن تسكت، دون ضجيج.. ولا تتوقف عن العطاء، أو حتى النبض المعنوي فهي لا ترضى أن تبوح للناس، عما فيها.. من وجع، وقسوة.. وإن اتخذوها ملاذاً..
ليس لديَّ ما أفكر به، وأنا ألقي بنظري عليك، وأحس أن برزخاً هائلاً، بدأ يتشكل.. ويفصل بيننا. قلبي يناديك من الأعماق.. يصرخ، ويمد يداً، لكنك لا تسمعني، ولا تستجيب لي كما عودتني.. أنا أمامك أهوي في لجة حزن، ويضيق الأفق نحوي، ويعتريني الشعور بالفقد.. وتحاصرني الوحدة الموحشة وتضيق الديار عليَّ كلها بما رحبت وأرجو أن يتسع عليك قبرك مد بصرك، أعيد الكرة في النظر إليك والتأمل بوجهك الوضيء فلا أجد غير عينين نصف مفتوحتين، ووجه ساكن لا يرف.. لمست جسدك فوجدته دافئاً مثل قلبك الذي كنت ألوذ به مراراً، كلما اشتد الصقيع.. وأطبقت الأزمات.. أخذت أعيد النظر إليك، فما رأيت غير قلب كبير احتوى الوفاء فأعطى الحب، احتوى الصدق فزرع المحبة.
نعم ارحلْ يا بقية الفؤاد ويا روح الجسد الذي خلفت بعدك فلا يدري أيبكي على فراقك أم على بقائه هنا وحيداً غريباً محاطاً بالكثير من الأوجه التي تختلف تماماً عنك، فمن أين سأستمد طاقتي وقوتي دون أن أحظى باتصال منك أو بزيارة لك أو حتى بتعشيم نفسي بلقاء قريب معك؟؟؟
حبيبي نايف ماذا أفعل وكيف أتصرف برسائلك التي ملأت أدراج مكتبي كنت حينها أعرف أن هناك مَنْ يهتم بحالي ويهمه أمري لقد كنت - رحمك الله - متواصلاً ووافياً معي فها هي رسائلك تحيط بي وأوراقك تحاصرني وكأنها تقول لي مسكين أنت مَنْ سيتواصل معك؟ ومن أين لك اهتمام كهذا الاهتمام؟،،، أأتركها لتذكرني دواماً بروحك الطاهرة أم أمزقها؟ وهل أستطيع ذلك!؟ لا أظن لأن بتمزيقها تمزيق لعلاقة روحية أبدية ستظل مدينة لك ما امتد بها العمر غير تلكم العلاقة الجسدية التي دفنتها معك في قبرك، إذاً سأتركها أمامي حتى تستجلبني دمعة دائمة كل ما رأيتها لعل سح هذه الدمعات يوطن النفس أو حتى يزيل حسرة الفؤاد.
ما أروع وفائك رحمك الله، حتى في اتصالك الأخير عندما سألتني عن أحوال دراستي وقلت لي بصوت متهدج يملأه الحب والصدق (الله يوفقك).. إنني لا أحس بدفء هذه الكلمة وصدقها إلا عند مرورها بين شفتيك.
أذكرك يا غالي فأذكر ذلكم التفاؤل الدائم الذي يلازمك مع كل تلك الظروف القاسية التي تحيط بك... رحمك الله رحلت حتى قبل أن تستقر ومع ذلك لم يتغير هذه كله من تركيبتك الحانية وشخصيتك التي أعطت دون مقابل وبذلت دون كلل..
كانت أول مرة وآخر مرة رحمك الله تزورني في مقر عملي في ثاني أيام العيد الماضي وكأنك تريد الاطمئنان على مستقبل ومكان أخيك الأصغر قبل أن تودعنا الوداع الأخير وكنت خلال الزيارة حاضر الابتسامة خفيف الروح كما هي عادتك دائماً ثم وجهتني بكلام لا يزال يرن صداه في أذني،،،،،،، آه كم كانت تلك الكلمات والتوجيهات تحوي الكثير من الصدق والإخلاص ممزوجة بنبرة وداع لم أستشعرها إلا بعد رحيلك المر رحمك الله.
تربينا سوياً وعشنا جميعاً في كنف والدي - أطال الله عمره وعظم أجره بوفاتك - فكنت في كل لحظة أحسك أخاً قريباً وصديقاً حنوناً فعلمتني خلال تلك الفترة كيف تكون المحبة بلا حدود وكيف العطاء السخي الذي لا يُنتظرُ له مردود، أذكر تفاصيل حياتنا فأذكرك والله عطوفاً حنوناً معطاءً حاضر الدمعة.
نعم حبيبي آن لقلبك أن يستريح لقد ولد هذا القلب يتيماً ومع هذا كله كنت تقحمه بكل شيء وتحتوي به كل شيء ولو قدر أن سُبرِت أغوارُ هذا القلب لوجد فيه من الحب والعطف والبذل والعطاء ما لا يتكرر حدوثه ويندر وجوده فرحم الله ذلك القلب الكبير وصاحبه.. وما أعظم مصابنا بك.
لقد أيتمتنا يا أخي جميعاً برحيلك.. صدقني أن الجميع مكلوم وكل من يتحدث عنك يعتقد أنك تحمل له من المعزة والتقدير أكثر من أي شخص آخر ولم يعرفوا ما أعرفه أنا عنك أن قاعدة الحب بقلبك تتسع للجميع والوفاء لديك يحتضن الكل.
مسكينة هي مجالسنا من بعدك فقد كنت - رحمك الله - فاكهتها وأنيسنا بها فبمجرد قدومك يتسرب الأنس والفرح لا إرادياً لجميع الجالسين.
كم سأفتقدك يا غالي فبعد أن تربينا تحت سقف واحد وعشنا سوياً فترةً ليست بالقصيرة تقاسمنا فيها الحلو والمر وبعد أن تزوجنا في ليلة واحدة وجمعتنا روح واحدة حتى وإن افترقنا جسدياً لظروف العمل، فقد كنت أحس بك مع كل نبضة ينبضها قلبي ومع كل خفقة يخفقها فؤادي فها أنت تودعني وتتركني وحيداً إلا من بعض الذكريات والأشياء التي سيلازمني معها الحزن لفترة ليست بالقصيرة فمثلك سيبقى ذكرى عطرة وسيرة خالدة تدغدغ المشاعر مع كل بزوغ فجر يذكر بصفاء قلبك، ومع كل إشراقة شمس تنشر النور كما كنت تنشر السرور والأنس في نفوس محبيك ومع كل سحابة تمطر خيراً فأذكر فيض وفائك وكريم عطائك.
آه ما أعظم فجيعتي بك ها أنت تغادر الدنيا كما غادرها والدك المرحوم عمي تماماً وبنفس السيناريو وكأنك تريد أن تؤكد لنا أن حنينك لوالدك واشتياقك له جعل من حياتكما نسخة مكررة فرحمكما الله وجمعنا بكما في جناته.
ها أنت تودع ابنك محمد وكأنك تقول له ابني العزيز: لم يعبني اليتم يوماً ما وها أنا قد عشت ورحلت محمود السجايا، طيب الذكر، صافي السريرة، فكن ابني العزيز كوالدك.. أسأل الله أن يصلحه وأن يجعله ولداً باراً وخير خلف لوالده وسنداً لوالدته.
أحاول أن أسرد سجاياك ومواقفك فلا أستطيع لها حصراً، أحاول ولو عبثاً أن أقف أمام شموخ أخلاقك وعلو صفائك، فأجدني عاجزاً حتى عن الوصف.
ومع كثرة المواقف التي أتذكرها جيداً عن عطفك وكرمك إلا أن هناك موقفاً قد هزني من الأعماق مع أني لقربي لك لم أستغربه عليك مطلقاً فأنت مَنْ رسم لي خريطة الحب ومَنْ خَطَّ لي خط العطاء بلا حدود ومَنْ علَّمني كيف يكون السخاء وتكون السجايا الحسنة والخصال الحميدة رحمك الله.
يقول الراوي إنكَ كنت معه في إحدى المرات وقد وقفتما للتزود بالوقود في ليلة شتوية باردة يكاد زمهريرها يجمد الأطراف وإذا بسائل يسألكما المساعدة فبحثتَ بمحفظتكَ التي كانت قليلاً ما تمتلئ من سخائك وعطائك فلم تجد شيئاً فنزعت معطفاً كنت ترتديه فألبسته هذا السائل!.. (اسأل الله أن يكون هذا المعطف ستراً لك من النار).. رحمك الله كم كنت كبيراً بعطفك وحنانك وبذلك وعطائك.
وداعاً حبيبي وارقدْ آمناً في قبرك وموعدنا الجنة بإذن الله تعالى.
غفر الله لك ورحمك وأبدلك داراً خيراً من دارك وأصلح لك ذريتك وربط على قلوب محبيك وإلى لقاء في الجنة بإذن الله.
(فاصلة أخيرة)


كان هالدنيا خذت مني وجودك
تبي تتعب الدنيا لأجل تاخذ غلاك
http://search.al-jazirah.com.sa/2006jaz/feb/26/rj1.htm

نبض وطني

المكان/ في سوق تجاري في قرية جترا بولاية قدح بدولة ماليزيا
الزمان/السابعه والربع مساء
الحدث/ دخول وقت صلاة المغرب
الأكشن/
يذهب صاحبنا للبحث عن مصلى داخل هذا السوق الكبير (وقد علم خلال أقامته هنا أنه من الأساسيات لمنح تصريح لأي سوق تجاري كبير أن يكون هناك مكانا للصلاة(مصلى) يصغر ويكبر حسب ايمان مالك السوق !! اذ انه لا تحديد للمساحه بل الإلزام بوجوده.).. يسأل عنه يرشده أحد المتسوقين لركن قصي في السوق يدخل المصلى (وعادة المصليات أن تكون من رخام وفي أحد الزوايا قد وضعت سجادات للصلاة عليها ) ويشاهد جماعة قد أقامت للصلاة وبدأت تصلي يتجه لركن السجادات ويأخذ سجادة ويفرشها أمامه ..وبعد أن كبر تكبيرة الاحرام اذ يتوسط السجادة شعار يعرفه تماماسيفين ونخلةماأجمل أن تكون في غربة وتجد شعارا أو علما يرمز لبلدك ساعتها تحس أن وطنية العالم كلها في داخلك كم أنت عظيم يابلدي كم أنت مصدر فخر لناأعشقك وربي حتى النخاع سكرت بحبك حتى الثمالةأعتز بك في كل موطن لم يكفيك أن حفرت حبك بقلوبناحتى أخترقت الجميع وصافحتني على سجادة صلاة في الشرق القصي ماأروعك ايه الوطن العظيم!عاش وطني وعاشوا أهله الأنقياءوعاشت حكومته الرشيدةوعاش مليكنا المفدى كم أحبك ياوطني وافاخر في حبك

لك وحدك


هل تعافيت أنت من جرح الفراق؟
لاأظن ذلك ولكني أحياناأجزم بذلك
تعال لنقارن حياتي بحياتك
أنا نسيتك منذ ذلك الزمان!!!
ولكني لازلت أذكرك حتى هذه اللحظات!!!!!
غريب أمري وأمرك أحس أن صورتك تلاشت تماما من ذاكرتي
حتى يمر طيفك في خيالي
فأحس أنك لم تغادره لحظه
عجيب أمرك
أحببتك حتى تخيلت اني لا أنساك
وفارقتك حتى ظننت أني لن القاك
وبين ذلك وتلك نسيتك ألف مرة
وذكرتك الاف المرات
استهوتني صفاتك حتى سكرت بحبك
ولما تشربت حبك رحلت
فجعلتني أكره ساعة اللقاء تلك
اذا
(تبغى تشوف اشجع رجل في حياتك***شفني وانا مقفي على كثر مااغليك)

بشرى و ليتك تعرفين!


الاهداء
الى ابنتي( بشرى ) التي تستقبلني بابتسامه وتودعني بأخرى عن طريق صورتها المثبتة كخلفية في جهازي المحمول

ما بك تبتسمين ؟؟
أمعجبة أم تسخرين!!؟؟
أهزك الشوق ؟؟ أم أضناك الحنين!!؟؟
نعم حبيبتي من أجلك رحلت فليتك تعرفين!!
ولأجلك غاليتي تغربت وتجاهلت الأنين !!
ستعرفين كل هذا وغيره عندما تكبرين

سيرتي بلارتوش!


هنا شعور داخلي ينادي للكتابة ,,,
هنا شوق يمزق قلبا قد أثقله هم الدراسة ,,,
هنا كاهل أنهكته المهام مهمة له , وأخريات لغيره !! ,,,
هنا شخصية لم يتعرف حاملها على ملامحها !,,
هنا ملامح ايجابية غمست بسلبيات كثيرة ,,,
هنا غموض عجز الغموض عن فك رموزه ,,,,
هنا محب لم يجد الحب !!! ,,,
هنا عاشق تاه في طريقه لمحبوبته حتى بات لا يعرف من تكون !!! ,,,
هنا كائن لم يتعرف على ملامح شخصيته ,,, وعندما اكتشف شيء من أسرارها لم يفلح في التعامل معها فترك بحثه !!! ,,,,
هنا شخص ينتشي أحيانا فيحس أن العالم لم يفهمه ,,, ومرة يكتئب فيحس انه اقل من أن يستحق حتى العيش !!! ,,
هنا محب مجنون ,,, شخص يكره باندفاع ,,, وعاشق للمغامرة ,,, يستهويه الجبن أحيانا !! ,,,
هنا إنسان يسيطر على مشاعره أحيانا ,,, وتسيره مشاعره أحيانا أخرى !!! ,,,
هنا بقايا شموخ ,,, أو شموخ لبقايا !!! ,,, أتعبها المسير ,,, وأنهكها التأمل ,,, وخذلها الكثير ,,, لكن عزاها أنها لم تخذل حتى القليل ,,,