لا تكبت عواطفك، فقَدْرٌ من البوح هو متنفس للأحزان.


الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

اليك ياصديقي

اليوم الأول:
رسالة جوال كصاحباتها التي تكون من ذوات الحروف القليلة والمعاني العظيمة التي تقضي وداعا ابدي لا لقاء بعده إلا بالدار الآخرة
كانت الرسالة تقول (الصلاة هذا اليوم على عبد الله بعد صلاة العشاء في الجامع)
أفكارا كثيرة عصفت بي و أنا اقرأ هذه الرسالة ............
كان الله في عون من ودع قسرا أحبابه
كيف إذا كان احد المودعين احد الوالدين ....
لاشك نه الم من نوع آخر
وإحساس مختلف تجلله الكآبة وتمطر عليه سحائب الحزن
في نفس اليوم:
تمالكت نفسي استجمعت قواي اتصلت على ابنه (سليمان) وقد عرفته صبورا يزينه دائما الرضا بالقضاء والقدر
كان على الطرف الآخر بقايا إنسان كان يرد علي وهو في موجة بكاء مستمر
حاول تمالك نفسه فلم يستطع
حتى قسرا سحبني معه لنفس مشاعره
أنهيت المكالمة بعد ما أكملت عزائي له
وبعد المكالمة دخلت في موجة تفكير محزن
أنهيتها بقولي (كان الله في عون من وادع أحبابه)
بعد أسبوع تقريبا:
دخلت الماسنجر لأشيك على بريدي الالكتروني
مباشرة يباغتني صاحبي (سليمان)
بقوله : محمد لقد تيتمت احتاج من يمسح على راسي!
كان وكأنه يقصد استفزاز مشاعري التي غالبا أتجاهلها عنوة في موقف كهذا!
ولكن بعد كلمته لم استطع
أن أتجاهل مشاعري
خاصة وان رأسه قد غزاه الشيب
فليس صغيرا ليخاف على مستقبله بلا أب
ولا فقيرا ليخاف على رزقه بلا كافل
ولا تائها يحتاج أبا مرشدا
ولكنه باختصار ابن يريد حضنا دافئ يرتمي بها ذا عصفت به الهموم وأثقلته المتاعب
يحتاج أمانا إذا حاصره الخوف
يحتاج ثقة إذا اعترى دربه المشاكل
يحتاج بركة إذا انهمك في مشاغل دنياه
أخي الفاضل / سليمان
عمر اليتم لم يكن عيبا أو عارا أو شيء يسيء للشخص
قد تيتم قبلك صفوة الخلق عليه الصلاة والسلام
فأهدى للعالم رسالة نقلتنا من الظلم والجهل إلى العدل والنور
أتفهم تماما مشاعرك
ولكن ارعني سمعك قليلا
عزيزي
إن كانت العلاقة الجسدية والتواصل الحسي مع والدك –رحمه الله- قد انتهت فإنها وبلا شك ابتدأت مرحلة جديدة
تستطيع أن تحسن له فيها وتثبت له ولنفسك انك لازلت الابن البار والولد الصالح
إن والدك –رحمه الله- الآن يحتاجك أكثر من ذي قبل
يحتاج دعوة صالحة
يحتاج صدقة جارية
يحتاج لسان داعيا
يحتاج شي يؤنسه في قبره
واحمد ربك عز وجل أن أمهل بعمرك لتحسن له بعد وفاته كما فعلت معه إبان حياته
اعلم يا عزيزي انك تعلم كل ذلك وتعيه
وأتفهم تماما مشاعرك
ولكن فقط أذكرك
واختم رسالتي لك بهذه الدعوة
اللهم يا حي يا قيوم ارحم عبدك عبد الله وضيفه رحمتك واسكنه فسيح جناتك واغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم جازاه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا
اللهم اجمعه بأولاده وأحبابه في جناتك جنات النعيم
اللهم اربط على قلوب أحبابه وشد من صبرهم واعنهم على بره بعد وفاته
اللهم آمين
ولك أخي الحبيب سليمان تحياتي وصادق عزائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق